هناك رجال يبقون دائماً ...
المفكر الراحل الباقي/ أحمد صدقي الدجاني |
بعد نضال طويل طويل توفي أحمد صدقي الدجاني في مسكنه أمام حديقة الميريلاند في القاهرة في 29 ديسمبر 2003 عن 67 سنة وعلمت بوفاته من خلال جهاز التليفزيون
كان الدجاني أحد مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964 ومساعداً لأمين عام جامعة الدول العربية وكنت في أحد زياراتي للقاهرة مع عائلتي، فإتصل بي في منزلي وردت على التليفون زوجتي وأخبرتني بأن هناك شخصاً يريدني ويبدو أنه يستخف ظله فإنه يتحدق باللغة العربية الفصحى، فعلمت فوراً بأنه د. أحمد صدقي الدجاني فقد كان حريصاً على عدم الحديث باللغة الدارجة نهائياً حتى في بيته ومع أهله فقد كان عاشقاً للغة ومحباً للوطن، ولقد تميز بعمق الفكر وسحر الشخصية كمعلم للتاريخ ومفكر وطني ولقد عبر بكتاباته والمنطلقة من اعتزازه بدينه وبوطنه عن نبوغ الشرق وأوجد جسوراً فكرية مع الغرب فكان مثالاً يحتذى .
لو كان لدينا المزيد من المفكرين أمثال .. إدوارد سعيد، ود. احمد صدقي الدجاني لما وصلنا اليوم إلى الحاضر المؤلم الذي نعيشه، فقد نهل - رحمه الله - من مناهل الحضارة الإسلامية بعقل متفتح، وكان واقعياً في تعامله مع مشكلات العصر وكان أبعد ما يكون عن التعامل كفلسطيني، بل احتفظ بمنظور أوسع فتعامل كعربي، بل كمسلم لم ينكر دورغير المسلمين في الحضارة الإسلامية.
سنفتقدك كثيراً ... ويخفف الألم عنا أننا عرفناك وستبقى أعمالك الفكرية وأثرك الذي لا يمحى في كل الرجال الذين تعاملت معهم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق